[center]
( سلسلة تـفـسـيـر وتـحـفـيـظ الـقـرآن الـكـريـم )
--------------------------------------------
[ آيـــات الــيــوم ... (9) ]
الأربعاء – (5/02/1431هـ) – (20/01/2010م)
سورة الـبـقـرة من الآية: (30) إلى (34)
اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقُرْءَانِ وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه
---------------------------------------
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)
شرح الكلمات
{الخليفة}: من يخلف غيره، والمراد به هنا آدم عليه السلام.
{يسفك}: يسيل الدماء بالقَتْلِ وَالجَرْحِ.
{نسبح بحمدك}: نقول سبحان الله وبحمده. والتسبيح: التنزيه عما لا يليق بالله تعالى.
{ونقدس لك}: فننزهك عما لا يليق بك. والتقديس: التطهير والبعد عما لا ينبغى. واللام فى لك زائدة لتقوية المعنى إذ فعل قدس يتعدى بنفسه يقال قدّسَه.
معنى الآية
يأمر تعالى رسوله أن يذكر قوله للملائكة انى جاعل فى الأرض خليفة يخلفه فى إجراء أحكامه فى الأرض، وان الملائكة تساءلت متخوفة من أن يكون هذا الخليفة ممن يسفك الدماء ويفسد فى الأرض بالكفر والمعاصى قياساً على خلق من الجن حصل منهم ما تخوفوه. فأعلمهم ربهم أنه يعلم من الْحِكم والمصالح ما لا يعلمون.
والمراد من هذا التذكير: المزيد من ذكر الأدلة الدالة على جود الله تعالى وقدرته وعلمه وحكمته الموجبة للايمان به تعالى ولعبادته دون غيره.
هداية الآية
1. سؤال من لا يعلم غيره ممن يعلم.
2. عدم انتهار السائل وإجابته أو صرفه بلطف.
3. معرفة بدء الخلق.
4. شرف آدم وفضله
وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ(33)
شرح الكلمات
{الأسماء}: أسماء الأجناس كلها كالماء والنبات والحيوان والانسان.
{عرضهم}: عرض المسميات أمامهم، ولما كان بينهم العقلاء غلب جانبهم، وإلا لقال عرضها
{أنبئونى}: أخبرونى.
{هؤلاء}: المعروضين عليهم من سائر المخلوقات.
{غيب السموات}: ما غاب عن الأنظار فى السموات والأرض.
{تبدون}: تظهرون من قولهم.
{ الحكيم }: الحكيم الذى يضع كل شىء فى موضعه، ولا يفعل ولا يترك الا لحكمه.
{ تكتمون }: تبطنون وتخفون يريد ما أضمره إبليس من مخالفة أمر الله تعالى وعدم طاعته.
معنى الآيات
يخبر تعالى فى معرض مظاهر قدرته وعلمه ورحمته لعباده دون سواه أنه علم آدم اسماء الموجودات كلها، ثم عرض الموجودات على الملائكة وقال أنبؤني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين فى دعوى أنكم أكرم المخلوقات وأعلمهم فعجزوا وأَعْلَنُوا اعْتِرَافَهُم بذلك وقالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ثم قال تعالى لآدم أنبئهم بأسماء تلك المخلوقات المعروضة فأنبأهم بأسمائهم واحداً واحداً، وهنا ظهر شرف آدم عليهم، وَعَتَبَ عليهم ربهم بقوله: {ألم أقل لكم إنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون}. الذين وصفهم بقوله: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به ان يوصل، ويفسدون فى الأرض}. وحكم عليهم بالخسران التام يوم القيامة فقال: { أُولئكَ هُمْ الخَاسِرُون }
من هداية الآيات
1. بيان قدرة الله تعالى حيث علم آدم أسماء المخلوقات كلها فعلمها.
2. شرف العلم وفضل العالم على الجاهل.
3. فضيلة الاعتراف بالعجز والقصور.
4. جواز العتاب على من ادعى دعوى هو غير متأهل لها.
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)
شرح الكلمات
{إبليس}: قيل كان اسمه الحارث ولما تكبر عن طاعة الله أبلسه الله أى أيأسه من كل خير ومسخه شيطاناً
{أبى}: امتنع ورفض السجود لآدم.
{استكبر}: تعاظم فى نفسه فمنعه الاستكبار والحسد من الطاعة بالسجود لآدم.
{الكافرين}: جمع كافر. من كذب بالله تعالى أو كذب بشىء من آياته أو بواحد من رسله أو أنكر طاعته.
معنى الآية
يذكّر تعالى عبادَه بعلمه وحكمته وإفضاله عليهم بقوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم...} سجود تحية وإكرام فسجدوا إلا إبليس تعاظم فى نفسه وامتنع عن السجود الذى هو طاعة الله، وتحية آدم. تكبراً وحسداً لآدم فى شرفه فكان بامتناعه عن طاعة الله من الكافرين الفاسقين عن أمر الله، الأمر الذى استوجب ابلاسه وطرده.
من هداية الآيات
1. التذكير بإفضال الله الأمر الذى يوجب الشكر ويرغب فيه.
2. التحذير من الكبر والحسد حيث كانا سبب ابلاس الشيطان، وامتناع اليهود من قبول الاسلام.
3. تقرير عداوة ابليس، والتنبيه الى انه عدوّ عداوته أبداً.
4. التنبيه الى أن من المعاصى ما يكون كفراً أو يقود الى الكفر.
--------------------------------------------
الوصلة لنسخة الوورد
http://www.4shared.com/file/197711867/47828c06/Ayat_Alyom_9.htmlإلى اللقاء في الآيات القادمة
إن شاء الله