يحيي الشعب الفلسطيني في هذه الأيام ذكريات كثيرة، تركت أثرا في حياة هذا الشعب العظيم. ويحيا في هذه الأيام مرحلة من أدق مراحل حياته، تحتاج منا جميعا إلى التكاتف والتوحد والوقوف جميعا في صف واحد وبوتقة واحدة من اجل مواجهة التحديات والعقبات الكبرى والمؤامرات التي تهدف إلى الالتفاف على الخيار الديمقراطي الحر لهذا الشعب الأبي، والالتفاف على حلمه في قيام دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف..
في ذكرى استشهاد القائد "أبو عمار" .. تتقطر دماء شهداء فلسطين الطاهرة التي تروي ارض بيت حانون .. لقد أحيا العدو هذه الذكرى على طريقته الخاصة، فهو لا يَعرف سوى سفك الدماء والتدمير والخراب، ولكن اثبت الفلسطينيون بسالته وصموده في تصديهم لاجتياح بيت حانون، مؤكدين لهذا العدو انه لن ينجح في تهديد ووعوده باجتياح غزة وانه سيكبد الخسائر الفادحة..
* ها نحن في هذه الأيام نحيا مع ذكرى استشهاد قائد تاريخي من قيادات الشعب الفلسطيني، عايش القضية بهمومها وتقلباته، بقي صامدا كالطود الأشم، ولن تكسر عنهجية الاحتلال من صمود ورباطة جأشه .. إنه القائد ياسر عرفات، الذي عاش الحصار وعاش الدمار .. ورحل الختيار، مخلفا ورائه أجيال وثورة تهز الجبال ...
* في ذكرى استشهاد أبو عمار ...عهدا على أن نبقى على العهد والقسم وستبقى البندقية الفلسطينية مشرعة في وجه المحتل ... في ذكرى الاستشهاد عهدا على أن نبقى الأوفياء لقضيتنا ولدماء شهدائنا وأسرانا .. ولن تسقط الراية ولن تسقط الكوفية ... ولن نتخلى عن ثوابتنا .. ولن تخترق حصوننا .. وسيهزم الجمع ويولون الدبر ..
* يحيا الفلسطينيون في هذه الأيام في ظل نجاح كبير للديمقراطية الفلسطينية، وتكاتف وتوحد فصائلي في وجه التحديات والعقبات التي توجه مصير هذا الشعب .. فهي مرحلة تاريخية عظمى في حياة هذا الشعب .. وهو يُسطر أسمى آيات النضال الديمقراطي .. فهذه حكومته المنتخبة تتمسك بالثوابت والنهج الثوري الذي دفعه ثمنه كل الأوفياء والأحرار وعلى رأسهم القائد والمؤسسون الأمام الشهيد الشيخ احمد ياسين، والقائد الرئيس ياسر عرفات، والقائد أبو جهاد، والقائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والقائد فتحي الشقاقي، والقائد أبو علي مصطفى والقائد جمال أبو سمهدانة ... ولا زلت مسيرة الشهداء متواصلة، نعاهدهم جميعا على أن نبقى الأوفياء لدمائكم الطاهرة الذكية ولمسيرتكم النضالية المباركة .. وعلى التمسك بالثوابت الفلسطينية وعدم التفريط بحقوق هذا الشعب ..
* تترافق ذكرى استشهاد القائد "أبو عمار" مع جهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والتي تجمع في طياتها كافة ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، وستكون بإذن الله قادرة على مواجهة التحديات والعقبات التي يواجهها الشعب الفلسطيني، وستكون الصخرة التي تتحطم عليها كافة المؤامرات التي تهدف إلى إسقاط وإذلال هذا الشعب، ودفعه إلى الخنوع والركوع والاعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي ..
وأخيراً في ذكرى استشهاد القائد ياسر عرفات علينا تجديد العهد والبيعة على مواصلة طريق الجهاد، والتكاتف والتوحد في وجه مخططات العدو الإسرائيلي الذي يسعى على اقتلاعنا من جذورنا وتهويد مقدستنا، والتخريب على وحدتنا الوطنية ... يجب أن تكون ذكرى استشهاد القادة والزعماء بوصلتنا لتصحيح المسار وتوحيد الصفوف في وجه الأعداء لتحقيق حلمنا وحلم قادتنا بقيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف..
__________________